المسؤولية المشتركة
المسؤولية المشتركة: دور المواطن والدولة في حماية البيئة
حين نتحدث عن البيئة في سوريا المستقبل، لا يمكن أن نحصرها في مسؤولية جهة واحدة. فالوطن مثل البيت الكبير، يحتاج من كل فرد أن يساهم في تنظيفه وحمايته. وإن كنا نحلم بسوريا خضراء ونظيفة، فإن ذلك لن يتحقق إلا إذا تكاملت مسؤولية المواطن مع واجب الدولة، ليكونا جناحين يطير بهما الوطن نحو غدٍ أفضل.
المواطن شريك لا متفرج
المواطن هو الخط الأول في معركة الحفاظ على البيئة. فما فائدة قوانين الدولة إن لم يلتزم بها الناس؟ وما جدوى حملات التوعية إن لم تتحول إلى سلوك يومي؟
-
عندما يرمي الفرد القمامة في مكانها، فهو لا يحافظ فقط على نظافة الشارع، بل يحمي أطفالًا من الأمراض.
-
حين يقرر المزارع استخدام وسائل ري حديثة توفر المياه، فهو يشارك في إنقاذ نهرٍ من الجفاف.
-
عندما يتبنى الشباب مبادرات تنظيف الأحياء وتشجير الطرقات، فهم يصنعون وعيًا جديدًا لأجيال قادمة.
إن المواطن ليس مجرد مُستهلك للبيئة، بل صانع لمستقبلها.
الدولة راعية وحامية
في المقابل، تبقى الدولة هي الجهة التي تضع الإطار العام وتوفر الأدوات. فالمواطن وحده لا يستطيع أن يواجه التلوث أو يعالج أزمة النفايات.
-
الدولة مسؤولة عن إنشاء محطات معالجة المياه لحماية الأنهار والبحيرات.
-
مسؤولة عن دعم مشاريع إعادة التدوير بدل ترك القمامة تتكدس في الشوارع.
-
مسؤولة عن سنّ قوانين تمنع التعديات على الغابات والأراضي الزراعية.
-
مسؤولة عن توفير وسائل النقل العامة لتقليل الازدحام والتلوث.
فدون هذه البنية التحتية، يبقى جهد المواطن ناقصًا، مهما كان صادقًا.
شراكة تبني حضارة
حين يضع المواطن جهده اليومي، وتقدم الدولة دعمها وتخطيطها، يولد التكامل. هذه الشراكة تصنع الفرق بين وطن يعاني من الفوضى البيئية، ووطن يزدهر بنظافته وخضرته.
لقد أثبتت تجارب شعوب كثيرة أن البيئة لا يحميها قانون وحده، ولا سلوك فردي فقط، بل العلاقة المتوازنة بين الدولة والمجتمع.
رؤية مستقبلية
سوريا الغد يمكن أن تكون مثالًا للمنطقة في حماية البيئة، إذا آمنت بهذه المعادلة البسيطة:
مواطن واعٍ + دولة مسؤولة = بيئة مستدامة.
ولن يتحقق ذلك إلا عبر:
-
إدخال موضوعات التربية البيئية في المناهج الدراسية.
-
إطلاق حملات وطنية تشجع على النظافة وإعادة التدوير.
-
بناء مؤسسات رقابية تتابع الالتزام بالقوانين.
-
تشجيع العمل التطوعي البيئي بين الشباب.
خاتمة: يد بيد نحو الغد
البيئة ليست قضية ثانوية، بل هي أساس الصحة والاقتصاد والحياة. وحين يعي المواطن أنه شريك، وتدرك الدولة أنها راعية، سنرى معًا سوريا جديدة تُفاخر العالم بمدنها النظيفة وأنهارها الصافية وغاباتها الخضراء.
فلنردد جميعًا:
“حماية البيئة مسؤولية مشتركة.. نصنعها معًا لمستقبل سوريا.”