مؤثرين و رائدات أعمال

رغد خير

رغد خير… شغف الطفولة يتحول إلى مهنة تنقذ الأرواح

في الخامسة والعشرين من عمرها، تقف رغد خير كواحدة من الوجوه الشابة في مجال التغذية العلاجية، تجمع بين العلم والشغف، وتحوّل ما كان مجرد قلق طفولي على صحة العائلة إلى مسار مهني يحمل رسالة إنسانية عميقة.


البداية… صدفة تصنع طريقًا

بعد تخرجها مباشرة من كلية التغذية العلاجية، لم تنتظر رغد طويلًا حتى تبدأ عملها. بالصدفة، أخبرتها صديقتها وزميلتها في الجامعة عن فرصة عمل في عيادة، فدخلت المجال من أوسع أبوابه. ومنذ تلك اللحظة، تحولت الدراسة إلى ممارسة عملية يومية، وتجربة تثبت أن الشغف حين يلتقي بالفرص يولد مسارًا ناجحًا.


الدافع العميق… من الخوف إلى المسؤولية

منذ صغرها، كانت رغد تلاحظ أن نسبة كبيرة من أقاربها وأصدقائها يتمتعون بصحة غير مستقرة، وهو ما أثار مخاوفها. تقول:
“كنت أخاف على نفسي وعليهم، وأتمنى أساعدهم. هذا كان أكبر دافع خلاني أحافظ على صحتي وأسعى أساعد غيري يخسروا وزنهم ويوصلوا لهدفهم بدون عمليات.”

تأثرت رغد بشكل خاص بالعمليات الجراحية التي خضع لها بعض أفراد عائلتها، فشعرت أن دورها أن تقدم بديلًا صحيًا وآمنًا لهم.


باقات وخدمات متنوعة

اليوم، تعمل رغد من خلال جلسات في العيادة وباقات أونلاين تصل إلى كل من يحتاجها، حيث تقدم خطط تغذية علاجية مخصصة، تراعي خصوصية كل شخص وتساعده على الوصول إلى أهدافه بخطوات مدروسة.


تحديات الغربة

لكن الطريق لم يكن سهلًا. الغربة شكّلت تحديًا كبيرًا لها: لغة جديدة، مجتمع مختلف، بداية من الصفر في بلد آخر. تقول رغد:
“كان تحدي إني أتعرف على ناس ومجتمع جديد، وأسّس بيت وحياة من أول وجديد. بس الحمدلله كل خطوة كانت درس وقوة.”


لحظات الفخر

من أجمل محطات مسيرتها: يوم تخرجها وحصولها على الشهادة. تصفه قائلة: “حسيت حالي أكتر حدا فخور بالدنيا.”
كما أن فرحتها لم تقل عندما وصلت أول مشتركة لديها إلى هدفها الصحي. كانت لحظة أثبتت أن رسالتها تتحقق على أرض الواقع.


الداعمون

رغد لم تكن وحيدة في هذه المسيرة. كان أهلها في المقام الأول السند الحقيقي لها، بينما لعبت صداقاتها دورًا مهمًا. لكنها تؤكد أيضًا أنها كانت أول داعم لنفسها، مؤمنة بقدرتها على المضي قدمًا رغم كل التحديات.


رسالة للنساء

ترى رغد أن هذا المجال يستحق التجربة لكل من تملك الإرادة والشغف:
“إذا عندها الصبر والشغف تروح أكيد. لأنه تخصص ممتع ومريح، وفرحة الناس لحالها بتسعدك.”


الحلم القادم

لا تقف طموحاتها عند العيادة الحالية. هي تحلم بأن تفتتح عيادتها الخاصة، إلى جانب مطعم صحي يحمل توقيعها ويقدم وجبات متوازنة تجمع بين الطعم والفائدة.


الخاتمة

تؤمن رغد أن لا شيء مستحيل. تختصر رسالتها في جملة واحدة:
“ما في مستحيل وما في مانع أبداً لفكرة أجت عبالك… كل شي ممكن مع الإصرار.”

قصة رغد خير هي شهادة جديدة على أن الأحلام تبدأ صغيرة، لكنها تكبر بالثقة والإرادة لتصبح رسالة حياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *