Uncategorized

زينب النفزاوية: حكيمة المرابطين وصاحبة البصمة في تاريخ المغرب

زينب النفزاوية: حكيمة المرابطين وصاحبة البصمة في تاريخ المغرب

امرأة سبقت عصرها

في القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي)، وفي المغرب الأقصى، برز اسم زينب النفزاوية كواحدة من أعظم النساء اللاتي جمعن بين الجمال والعقل والسياسة. لم تكن مجرد زوجة لأمير أو ملك، بل كانت شريكة في الحكم وصاحبة رأي نافذ أثّر في مسار دولة المرابطين الناشئة.

نشأة وسط ثقافة الأمازيغ

كانت زينب من قبيلة نفزة الأمازيغية، عُرفت بذكائها ودهائها وحكمتها منذ صغرها. لم تكن امرأة من عامة النساء، بل كانت ذات طموح ونظرة بعيدة، تؤمن أن المرأة تستطيع أن تكون صاحبة قرار في مصير أمة بأكملها.

زواجها من يوسف بن تاشفين

تزوجت زينب من الأمير يوسف بن تاشفين، مؤسس دولة المرابطين. لكنها لم تكن زوجة في الظل، بل تحولت إلى مستشارة سياسية له. قيل إن يوسف لم يكن يتخذ قرارًا مهمًا إلا بعد مشورتها، حتى لُقبت بـ “الملكة الحكيمة”.

أثرها في بناء الدولة

  1. التخطيط السياسي:
    شاركت في وضع أسس إدارة الدولة، خاصة في فترات التوسع.

  2. الحكمة في الأزمات:
    كانت مرجعًا في حل النزاعات بين القبائل، إذ كان صوتها مسموعًا، وكلمتها respected من الجميع.

  3. رعاية الثقافة والعلم:
    اهتمت بالعلماء والشعراء، وجعلت من مراكش مركزًا للثقافة، لتصبح فيما بعد من أعظم الحواضر الإسلامية.

مكانتها الفريدة

ما يميز زينب أنها لم تُعرف فقط كزوجة ملك، بل كمفكّرة وصاحبة رؤية. كانت تحضر مجالس الحكم، وتناقش القادة، وتوجّه السياسة بحكمة نادرة. في عصرٍ كانت المرأة فيه مقصورة على البيت، كانت زينب تخطط لمستقبل أمة كاملة.

إرثها الخالد

تُذكر زينب النفزاوية في كتب التاريخ كرمز للمرأة العاقلة الحكيمة. لم تكن قوة المرابطين في السيف فقط، بل أيضًا في العقل الذي خطط والرؤية التي وجّهت. وظلت سيرتها مثالًا على أن المرأة تستطيع أن تكون عقل الدولة وروحها.

الخاتمة

إن زينب النفزاوية كانت أكثر من ملكة؛ كانت عقلًا سياسيًا فذًا، وامرأة كتبت اسمها في تاريخ المغرب بحروف من نور. قصتها تقول لنا: حين تمتلك المرأة الحكمة والإرادة، تستطيع أن تغيّر مجرى التاريخ كما يفعله القادة العظام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *