سميرة الخليل: هدوء الثورة وصوت الضمير الغائب

سميرة الخليل: هدوء الثورة وصوت الضمير الغائب
“الحياة صعبة قليلًا، لا تكن قاسية… القسوة لا تُبني وطنًا” — كلمات تحملها مذكراتها، تُظهر روحًا لا تُنكسر رغم العتمة.
من هي سميرة الخليل؟
سميرة الخليل ناشطة سورية، ومدافعة عن حقوق الإنسان، كانت من الأصوات الأكثر ثباتًا في وجه الظلم والاستبداد. من منطقة حمص، ولدت عام 1961، وتربّت في بيئة شهدت الكثير من النضال السياسي الاجتماعي، ما أثّر في تكوينها الشخصي والسياسي لاحقًا. SuriyeBilgisi+2Samira Al-Khalil Association+2
البدايات والنضال المبكر
-
انخراطها السياسي بدأ في سنّ مبكرة، حيث التحقت بحزب العمل الشيوعي المعارض، بسبب رفضها للظلم والاستبداد. SuriyeBilgisi+1
-
في عام 1987، تم توقيفها من قبل النظام السوري ضمن حملة لاستهداف المعارضة، وظلّت معتقلة لمدة حوالي أربع سنوات حتى 1991. خلال تلك الفترة، عرفت بالصمود، بالمراعاة لزميلاتها المعتقلات، وبحملها لأعباء الاعتقال النفسية والجسدية بشجاعة. Vikipedi+2SuriyeBilgisi+2
أعمالها بعد الإفراج: الكتابة، الدعم، والمشروع المجتمعي
بعد خروجها من السجن، اختارت سميرة أن تستثمر تجربتها وليس أن تسمح لها بأن تُصبح عبئًا، بل مصدر إلهام:
-
عملت في دور نشر، وكتبت الكثير عن تجربة الاعتقال، تجارب الأفراد والعائلات، مشاعر الخوف واللوم، وأثمان الصمت. Viki.+3SuriyeBilgisi+3Vikipedi+3
-
تركّزت جهودها على دعم النساء في دوما، من خلال مشاريع صغيرة تُساعدهن على كسب العيش دون اعتماد كامل، وأقامت مراكز نسائية تُعنى بالتمكين، التعليم، والرعاية الاجتماعية. Vikipedi+2SuriyeBilgisi+2
-
في خضم الثورة السورية، ظلت متمسكة بالبقاء في المناطق التي تحتاج إلى صوتها، رغم الحصار، القصف، والمخاطر الأمنية. Samira Al-Khalil Association+1
المنهج والمبادئ في حياة سميرة
سميرة الخليل ليست ناشطة عادِلة فحسب، بل تمتلك أسلوبًا مُحدّدًا:
-
العمل من الداخل: لم تهجر دوما فوراً رغم تدهور الأوضاع الأمنية، بل بقيت لتوثيق المعاناة، لتكون شاهدًا على ما يحدث، لتكتب يوميات الحصار وتُحاول الحفاظ على كرامة الناس. Samira Al-Khalil Association+2SuriyeBilgisi+2
-
الاستدامة في العطاء: مشاريع الدعم للنساء، التوثيق المستمر، العمل مع العائلات، كلها أنشطة ليست مؤقتة بل متواصلة، مُصمَّمة لبناء قدرة مجتمعية تُحمي نفسها. SuriyeBilgisi+1
-
المصداقية والتواضع: سميرة لم تكن تبحث عن تصدر المشهد الإعلامي أو توليد الضجة، بل عن الاحتكاك اليومي مع الناس، عن إظهار الحقائق كما هي، بألمها وأملها. Samira Al-Khalil Association+2SuriyeBilgisi+2
اللحظة الحاسمة: الاختفاء والعالم الذي لا يُجيب
في 9 ديسمبر 2013، تم اختطاف سميرة الخليل مع رزان زيتونة، وائل الحمادة، وناظم حمّادي من مكتب مركز توثيق الانتهاكات في دوما (غوطة دمشق)، ولا تزال مصيرها مجهولًا. Vikipedi+2Samira Al-Khalil Association+2
التقدير الدولي والإرث المستمر
-
حصلت على جائزة بيترا كيلي من مؤسسة هاينريش بول عام 2014، تقديرًا لعملها في توثيق الانتهاكات في سوريا. Vikipedi+1
-
مذكراتها واليوميات التي كتبتها أثناء الحصار في دوما جُمعت ونُشرت بعد اختفائها، وأصبحت مصدرًا مهمًا لفهم المعاناة اليومية للحصار، للرعب، وللأمل الغيور أيضًا. Samira Al-Khalil Association+1
-
تم تأسيس جمعية سميرة الخليل من قبل عائلتها وأصدقائها، تحمل اسمها، تهدف إلى إبقاء ذكراها حية، واستلهام مسيرتها في دعم النساء والناشطات في المجال الفني والثقافي وحقوق الإنسان عمومًا. Samira Al-Khalil Association
لماذا تبقى سميرة الخليل مؤثرة حتى في غيابها؟
-
لأنّ الاختفاء لم يخرّس صوتها، بل زاده قوة؛ جعل اسمه يُذكر في المنابر الحقوقية، وأصبح لها حركة مؤسساتية تُخلّد قيمها.
-
لأن عملها كان متعدداً: التوثيق، الدعم الاجتماعي، المشاريع النسائية، الكتابة، المرافقات الإنسانية — مما يجعل تأثيرها لا يُستنفد بشيء واحد بل يتجسد في مجالات مُختلفة.
-
لأنها رمز للثبات: لم تركض للنجاة وحدها، بل بقيت لتوثق، لتدافع، حتى حينما لم تبقَ معها إلا الكلمات والمذكرات.
خاتمة
سميرة الخليل ليست مجرد ناشطة أو مُعتقل سياسي سابق، هي صورة لما يعني أن تُقاوم بما لديك من هدوء، أن تناضل بصبر، أن تُصغي لصوت الآخر، أن تُوثّق الألم كي لا يُنسى، أن تُرسم الأمل في الظلام. غيابها ليس نهاية، بل فصلٌ في رواية لم تُكتب بعد. صوتها يهمس في كل من لا صوت له، ويُطالب بالعدالة، بالشفافية، وبأن يُقال: سميرة، نعرفك، لم ننساكَ