سوريا

وطــن يتــسـع للـجــمـيـع

سوريا التي نحلم بها: وطن يتسع للجميع

منذ سنواتٍ طويلة، يعيش السوريون بين جدران المعاناة، يحملون في قلوبهم أثقال الحرب والشتات والألم. لكن وسط كل هذه الغيوم القاتمة، يظل الحلم حاضرًا، يطرق أبواب الروح، ويذكّرنا أن سوريا ليست فقط ما نراه اليوم، بل ما يمكن أن تكون عليه غدًا. سوريا التي نحلم بها ليست جغرافيا ممزقة ولا طوائف متناحرة، بل وطن واحد، يتسع للجميع، يحتضن أبناءه كما تحتضن الأم أبناءها دون تمييز.


سوريا المستقبل: هوية جامعة

سوريا التي نحلم بها هي وطن بهوية غنية ومتنوعة، حيث الكردي والعربي، المسلم والمسيحي، العلوي والدرزي، الإيزيدي والآشوري، يعيشون جنبًا إلى جنب، لا كجزر متباعدة، بل كألوان قوس قزح تشكّل لوحة واحدة.
في هذا الوطن، لا تُقاس قيمة الإنسان بمذهبه أو قوميته أو انتمائه السياسي، بل بإنسانيته وعمله وإبداعه. سوريا الغد هي سوريا المواطنة، حيث الدستور يحمي الجميع، والعدالة تقف على مسافة واحدة من الجميع


التعليم: جواز سفر نحو الغد

لا مستقبل بلا تعليم، ولا نهضة بلا معرفة. في سوريا المستقبل، يكون التعليم مجانيًا ومتاحًا للجميع، لا يقتصر على حفظ المناهج، بل يفتح العقول على التفكير النقدي، والإبداع، والعلوم الحديثة.
مدارس حديثة، جامعات مفتوحة على العالم، ومراكز تدريب مهني تساعد الشباب على دخول سوق العمل.
سوريا التي نحلم بها هي سوريا يُنظر فيها إلى المعلم كقائد وصانع أجيال، وإلى الطالب كمبتكر قادر على المساهمة في إعادة بناء وطنه.


اقتصاد يقوم على الإبداع

سوريا الغد لا تعيش على المساعدات أو اقتصاد الحرب، بل على عقول أبنائها وطاقاتهم.
اقتصاد متنوع، يقوم على الزراعة الحديثة، والصناعة المتطورة، والسياحة، والتكنولوجيا، والطاقات المتجددة.
نريد وطنًا يشجع المشاريع الصغيرة، ويدعم رواد الأعمال الشباب، ويحتفي بالاختراعات والأفكار الجديدة. سوريا التي نحلم بها هي وطن يحوّل التحديات إلى فرص، والفقر إلى قوة دافعة نحو العمل والإبداع.


المصالحة: جسر العبور إلى المستقبل

الدماء التي سُفكت لا يمكن أن تعود، لكن يمكن أن تتحول إلى درس يضيء لنا الطريق.
سوريا التي نحلم بها هي وطن يتبنى المصالحة الوطنية، يعترف بالآلام، ويضمن العدالة الانتقالية، ويمنح الفرصة لكل جرح أن يندمل.
ليس هدفنا أن ننسى، بل أن نتعلم، ونجعل من الماضي المرير وقودًا لمستقبل أرحب.


الثقافة والفن: نبض الحياة

الثقافة ليست ترفًا، بل هي شريان الحياة. سوريا الغد هي سوريا المسرح الذي يروي قصص الناس، والسينما التي تفتح الأفق، والأغنية التي توحّد، واللوحة التي تزرع الأمل.
من خلال الفن والأدب نستطيع أن نعيد رسم ملامح الهوية السورية، لا كهوية ضيقة، بل كهوية إنسانية رحبة.


سوريا الخضراء

الحلم لا يكتمل دون بيئة صحية.
سوريا المستقبل هي سوريا خضراء، تحمي أنهارها وغاباتها، وتستثمر في الطاقات المتجددة، وتزرع الأرض بما يكفي لأبنائها. وطن يحترم الطبيعة لأنه يعرف أن بقاءها هو بقاء الإنسان نفسه.


✨ نحو سوريا جديدة

إننا نحلم بسوريا حيث الطفل يذهب إلى مدرسته بطمأنينة، والشاب يجد فرصة عمل كريمة، والمرأة تشارك في صنع القرار بلا قيود، والشيخ يعيش ما تبقى من عمره بكرامة.
سوريا التي نحلم بها ليست سرابًا، بل مشروع حياة يحتاج إلى عمل مشترك، وإيمان، وإصرار.
قد يبدو الطريق طويلاً، لكن كل خطوة نخطوها نحو العدل، نحو المعرفة، نحو التسامح، هي خطوة تقرّبنا من هذا الوطن الذي يتسع للجميع.


️ خاتمة

سوريا التي نحلم بها ليست حلم فرد ولا مجموعة، بل هي حلم شعب بأكمله.
قد تتعدد الصور والتصورات، لكن يجمعنا جميعًا أمل واحد: أن نرى وطنًا جديدًا يولد من بين الركام، وطنًا يليق بتضحيات من رحلوا، وآمال من بقوا.
هذا الحلم ليس بعيدًا إذا آمنا أننا نستحقه، وعملنا معًا من أجله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *