عائشة جمعة ديبو
عائشة… من خيوط الكيلم إلى صناعة الحقائب اليدوية
من سوريا إلى تركيا، ومن محنة الزلزال إلى مساحة جديدة للإبداع، صنعت عائشة ابنة الثلاثين عامًا حكايتها الخاصة بخيوط الكيلم والإبرة، لتثبت أن الشغف قادر على تحويل الصعوبات إلى بدايات جديدة.
البداية… حقيبة صغيرة لطفلة
بدأت القصة قبل عام ونصف فقط، عندما أرسلت لها ابنة أختها صورة لشنطة مصنوعة بخيط الكيلم، وسألتها إن كانت قادرة على تنفيذ حقيبة صغيرة لطفلتها.
تقول عائشة بابتسامة: “قلت لها إي… ونزلت عالسوق اشتريت خيوط وبلشت أتعلم من الصفر. ما كنت بعرف حتى أي سنارة تناسب هالخيط!”
كان اللجوء إلى يوتيوب هو الحل، حيث بدأت تتعلم الخطوات الأساسية، ورغم صعوبة البداية وارتباكها، أنهت أول حقيبة. والنتيجة؟ إعجاب كل من شاهدها وتشجيعهم لها على الاستمرار.
الزلزال… وانقطاع الطريق
لكن بينما بدأت الأحلام تكبر، ضرب زلزال أنطاكية حياتها، فنجت مع عائلتها بفضل الله، وانتقلت إلى إسطنبول. هناك تركت فكرة الحقائب جانبًا، مثقلة بوقع الكارثة.
وبعد شهور، عادت إلى أنطاكية، لتجد مدينتها شبه مدمرة، لكن بيتها ما زال قائمًا. وسط الصمت والضجة الداخلية، قررت أن تعود إلى الخيوط، ليس عبر الحقائب هذه المرة، بل عبر ألعاب و”كوسترات” قهوة، مستخدمة ما تعلمته في الدورات التدريبية.
العودة من جديد
مع مرور الوقت، بدأت تنشر أعمالها البسيطة على صفحتها في إنستغرام. كلمات التشجيع من الناس “استمري… شغلك حلو” كانت وقودها للاستمرار.
ثم جاء اليوم الذي قررت فيه أن تعود لصنع الحقائب. صنعت أول شنطة ونشرتها، فطلبتها منها إحدى الفتيات. وبعد أن وصلتها وأعجبت بها، طلبت صديقتها أخرى مثلها. تقول عائشة: “كانت سعادة لا توصف… مو لأني بعت، بس لأني حسيت إني عم أعمل شي مميز وعم ينطلب مني.”
الإصرار على الاستمرار
بالنسبة لعائشة، لم يكن الهدف المال فقط، بل أن تصنع شيئًا بلمستها وتراه في أيدي الآخرين. هذا الإحساس جعلها تتمسك أكثر بمشروعها، وتقرر أن لا تتوقف أبدًا.
الخاتمة
قصة عائشة هي حكاية عن بدايات متواضعة تنبت من الصفر، وعن إصرار يتجدد رغم الزلازل والمحن. من حقيبة صغيرة لطفلة بدأت الحكاية، واليوم هي مشروع ينمو ويكبر مع كل قطعة جديدة. رسالتها ببساطة: الإبداع لا يعرف ظروفًا… بل يعرف قلوبًا تصرّ أن تبدأ من جديد.