ميسون بيرقدار

“الصوت الذي لا يُسمع يصبح صدىً لأملٍ يُترجى في ظلال الخوف.” — قد تبدو هذه الجملة وكأنها إعلان لمبادئ ميسون بيرقدار، التي اختارت أن تملأ الفراغ الصوتي الذي يُلفّ من لا صوت لهم.
من هي ميسون بيرقدار؟
ميسون بيرقدار ناشطة سورية معروفة على وسائل الإعلام الاجتماعيّة، معبرة عن الغضب والشوق، عن الظلم والصمت، وعن مطلبٍ لا يخبو — الحق في الشفافية وفي العدالة. هي من جيل أثّرت فيه المواجهة مع الديكتاتورية والظلم اليومي، اختارت أن تكون ليست فقط مُفوّهة، بل أنكشافية، تنقب عن الحقيقة خلف الأقنعة.
من خلال صفحتها على فيسبوك، تُعرف بأنها ناشطة في الثورة السورية ضد الديكتاتورية والظلم، لديها آلاف المتابعين الذين يتابعونها ليس لمجرد الأخبار، بل للشهادة والعاطفة التي تنقلها. Facebook
ملامح نشاطها ومسيرتها
-
الفضاء الرقمي كمنصة للمواجهة:
ميسون تستفيد من يوتيوب وفيسبوك لبثّ مقاطع تتناول مواضيع غير مقبولة في كثير من السياقات: أسرار تُسرَّب، قضايا اختفاء، مأساة الناس العاديين، وأحيانًا نقد مباشر لفصائل متنازعة أو حتى لأشخاص في السلطة. YouTube+3YouTube+3Facebook+3 -
التوثيق بالمجابهة:
لا تكتفي ميسون بالحديث من بعيد، بل تُحرّض على التساؤل: من اختفى؟ لماذا لا يُعرف مصيرهم؟ كيف تُدار المؤامرات الإعلامية والسياسية خلف الكواليس؟ مثلاً فيديو لها بعنوان “أين اختفى؟” حيث تحاول استجواب الواقع السوري المرير والمطالبة بمحاسبة الجهات المجهولة. Facebook -
المصداقية العاطفية والشخصية:
صوت ميسون ليس مُجهَّزًا للعرض فقط، بل يُظهِر ألمًا، انكسارًا، حزنًا، لكن أيضًا تحدياً وأملًا. تلك المسافات بين المشاعر تُعطي لمنشوراتها وقعها؛ فالمتابع لا يشعر أنه يتلقى معلومات فقط، بل يُشاهد شخصًا يعيش معاناة شخصيات تُشبهه. -
التوازن بين النقد المجتمعي والسياسي:
هي لا تتحدث فقط عن النظام، بل تتطرّق أحيانًا إلى المعارضات، إلى الفصائل المسلحة، إلى ظروف المدنيين، إلى قصص الفقر، التشريد، الغياب. تُمسك بمرآة لا تخف من أن تُظهر الأماكن التي لا يريدها البعض أن تُرى. YouTube+2Facebook+2
الفرص والتحديات التي تواجهها
-
فرصة التأثير الواسعة: بفضل المنصات الرقمية، بإمكان ميسون أن تصل إلى جمهور عريض، داخل سوريا وخارجها، ممن يتوقون لسماع صوت يجرؤ على الكلام بصراحة. هذه المساحة تمنحها القدرة أن تُحدث وعيًّا، وتُحفّزَ على التغيير، حتى لو بسيط.
-
مخاطرُ القمع والتهديد: في سياق يُسيطر فيه الخوف، والتصدّي لمن يتحدّث يُعَدّ مخاطرة كبيرة. التهديدات، الرقابة، التهم المبطنة (التجسس، العملاء، التشويه الإعلامي) متوقعة.
-
مسألة التوثيق والدقة: في زمن “الأخبار الزائفة” والشائعات، يجب عليها أن تحافظ على مصداقيتها بدقة المصادر، تأكيد الحقائق، عدم الانجرار وراء الإثارة فقط، لأن الجمهور بات حساسًا ويُقَيّم بسرعة.
-
الاستدامة النفسية: الناشطة التي تنقل الألم واليأس يوميًا تتحمّل عبئًا نفسيًّا هائلاً. الحاجة لدعم نفسي، وفترات استراحة، وإعادة تأكُل الذات ليست كمالاً، بل ضرورة.
الأمثلة التي تؤكد تأثيرها
-
فيديو “أين اختفى؟” الذي طرح تساؤلات عمّا حلّ بمن اختفوا قسريًّا، ومحاولتها لإقناع أشخاص بعدم العودة إلى الوضع الذي قد يعرضهم للخطر. Facebook
-
مقاطع تسريب ملفات أو معلومات تُفضح استغلالات أو فساد، مثل ما ورد في أحد مقاطعها حول “وسيم الأسد” وسلاف فواخرجي، الذي يُبيّن أنها لا تكتفي بالانتقاد السطحي بل تحاول الوصول إلى العمق. YouTube
لماذا تظل ميسون بيرقدار مؤثرة اليوم؟
-
لأنها تمثل رغبة الناس في معرفة الحقيقة التي تُطمسها المصالح والأنظمة.
-
لأنها جسّدت أن الناشطة لا يجب أن تكون بعيدة عن الميدان، بل في قلبه، بالرّغم من الخطر.
-
لأنها تستثمر الأمل، حتى في المحن، وتُعيد تشكيل القصة من “ما حدث لي” إلى “ما يُمكن أن يحدث لنا جميعًا إذا تغيّر الصمت إلى صوت”.
خاتمة
ميسون بيرقدار ليست مجرد ناشطة إلكترونية ولا ترفرف تحت الأضواء فحسب، بل هي من يُشعرنا أن التحدي ليس في الصعد البعيدة، بل في الكلمات التي نتجرّأ على قولها، في القصص التي لا نرغب أن تُروى. إن كنت تصغي لها، فإنك تسمع ليس فقط صراعاً شخصيًّا، بل صدى الجماعة التي لا تزال تطالب بالعدالة، بالشفافية، بحياتها وأمانها. في نهاية المطاف، قد لا يُغيّر صوت واحدُ النظام وحده، لكن يكفي أن يصبح الصوتُ صوتَنا جميعًا حتى يُصبح التغيير ممكنًا.