مي سكاف: أيقونة الحرية التي هزمت الصمت
مي سكاف: أيقونة الحرية التي هزمت الصمت
لم تكن مي سكاف مجرّد ممثلة معروفة على الشاشات السورية، بل كانت امرأةً قررت أن تقف إلى جانب شعبها في أصعب اللحظات، لتصبح صوت الحرية وواحدة من أبرز وجوه الثورة السورية.
البدايات الفنية
وُلدت مي سكاف عام 1969 في دمشق، ودرست الأدب الفرنسي في جامعة دمشق، قبل أن تدخل عالم التمثيل الذي عُرفت فيه بموهبتها الصادقة وأدوارها القريبة من الناس. شاركت في أعمال درامية وسينمائية مهمة جعلتها تحظى بمكانة خاصة في قلوب السوريين، قبل أن تتحول لاحقًا إلى أيقونة سياسية وإنسانية.
الموقف من الثورة
منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، لم تتردد مي سكاف في إعلان موقفها بوضوح. شاركت في المظاهرات السلمية، ورفعت صوتها عاليًا ضد القمع، لتتعرض بسبب ذلك للاعتقال والتهديد والملاحقة. لكنها لم تتراجع، وظلّت تردد:
“أنا ضد الظلم، ومع الحرية حتى آخر يوم في حياتي.”
المنفى والرسالة
بسبب مواقفها الجريئة، اضطرت مي سكاف إلى مغادرة سوريا لتستقر في فرنسا. ورغم البعد عن الوطن، لم ينقطع صوتها يومًا. استخدمت المنفى كمنبر للاستمرار في فضح الانتهاكات، والدفاع عن السوريين وحقهم في العيش بحرية وكرامة.
رحيلها المفاجئ
في 23 يوليو 2018، رحلت مي سكاف في باريس بظروف مفاجئة عن عمر ناهز 49 عامًا، لتترك خلفها حزنًا عميقًا في قلوب السوريين والعالم العربي. كان رحيلها صدمة، لكنه رسّخ مكانتها كرمز خالد للحرية والصمود.
إرثها الإنساني
اليوم، يتذكر السوريون مي سكاف ليس فقط كفنانة بارعة، بل كإنسانة رفضت الصمت حين كان الصمت مريحًا، واختارت أن تدفع ثمن مواقفها من مستقبلها الفني وحياتها المستقرة. إنها صورة المرأة التي جمعت بين الفن والنضال، لتصبح قدوة للأجيال القادمة.
خاتمة
تبقى مي سكاف أيقونة الثورة السورية، وامرأةً أثبتت أن الفن ليس ترفًا، بل يمكن أن يكون رسالة مقاومة وصرخة في وجه الاستبداد. سيظل اسمها حاضرًا في ذاكرة السوريين كرمز للحرية والكرامة التي لا تموت.