نور الترك
نور الترك… من ضيق الحجر إلى فسحة أمل باسم “gifts_nour”
عندما أغلقت أزمة كورونا أبواب العمل والحياة الاجتماعية، فتحت في قلب نور الترك بابًا جديدًا نحو عالم مختلف. المهندسة المعمارية السورية ذات الـ31 عامًا، وجدت نفسها في ضيق مادي خانق، لكن بدلاً من الاستسلام، قررت أن تحوّل الأزمة إلى فرصة. ومن هنا بدأت قصة مشروعها “gifts_nour”.
البداية من فكرة بسيطة
منذ خمس سنوات، وبين جدران الحجر الصحي، جلست نور تفكر: كيف يمكنها أن تخلق لنفسها مصدر دخل جديد من داخل البيت؟
كانت تحب دائمًا التنسيق والترتيب، وتستلهم من التفاصيل الصغيرة جمالًا كبيرًا. ومن هنا جاءت الفكرة: علب هدايا منسقة بعناية، تعكس مشاعر من يقدّمها، وتترك بصمة عند من يستلمها.
أول منتج خرج للنور كان بوكس هدايا منوع، خطوة صغيرة في عالم المنافسة الكبير، لكنها كانت كافية لبدء الحلم.
تحديات البداية
لم يكن الطريق ممهدًا. أصعب ما واجهته نور كان الوصول إلى العملاء، خصوصًا مع صعوبة توصيل الطلبات داخل إسطنبول الكبيرة. لكن بالصبر والإبداع، وجدت حلولًا: تعاونت مع صفحات كبرى، لجأت إلى الإعلانات، وابتكرت فكرة الهدايا الدورية لجذب الزبائن.
ورغم ذلك، لم يكن الدعم حاضرًا منذ البداية. تقول نور:
“محدا شجع الفكرة، الكل استصغرها، وكأنهم عم يقولوا لي: في مواقع كبيرة، مين رح يطلب من صفحة صغيرة غير معروفة؟”
لكنها لم تتوقف.
لحظات النجاح
كل مشروع يحمل لحظاته الذهبية. بالنسبة لنور، كان النجاح الحقيقي حين رأت الدموع والابتسامات على وجوه الناس عند استلام الهدايا. تقول:
“أكتر لحظة بفرح فيها وقت يجيني كلام حب ودعوات. لما شوف فرحتهم بهديّة من شغلي، بحس إن كل التعب بيروح.”
وضغط الطلبات في بعض المواسم كان بالنسبة لها أصدق دليل على أنها على الطريق الصحيح.
رسالة من قلب التجربة
نور توجه رسالة واضحة لكل امرأة:
“أوعك توقفي أو تيأسي. بلشي بفكرة أنتِ مؤمنة فيها مهما كانت بسيطة، حتى لو ما عندك أدوات.”
وتضيف:
“مهما اشتدت الظروف، دائماً في أمل. كل نجاح صغير هو خطوة نحو حلم أكبر.”
الحلم القادم
لا ترى نور في “gifts_nour” مجرد صفحة على مواقع التواصل. حلمها أن يتحول مشروعها إلى متجر إلكتروني متكامل، وإلى متجر حقيقي في مكان تحلم به منذ سنوات. بالنسبة لها، الاستمرارية والإيمان هما مفتاح تحقيق ذلك.
الخاتمة
قصة نور الترك تثبت أن الأزمات ليست نهاية، بل بداية لطرق جديدة. من ضيق الحجر الصحي، ولدت فكرة صغيرة، كبرت بالإصرار والإبداع حتى صارت مشروعًا حيًا. رسالتها للنساء جميعًا:
“آمني بنفسك… فالإيمان هو الجسر الذي يربط بين الفكرة والإنجاز.”