مؤثرين و رائدات أعمال

صفية الأندلسية: الطبيبة التي أشرقت في سماء قرطبة

صفية الأندلسية: الطبيبة التي أشرقت في سماء قرطبة

الأندلس… جنة العلم والحضارة

في العصور الوسطى، حين كانت أوروبا تغرق في ظلام الجهل، كانت الأندلس تتلألأ بالعلم والفنون. في قرطبة وغرناطة وإشبيلية، وُجدت مكتبات ضخمة ومستشفيات متقدمة. وسط هذا المشهد الحضاري، برزت أسماء نساء عالمات، من بينهن صفية الأندلسية، التي عُرفت بمهارتها الطبية وبراعتها في علاج النساء والولادة.

من هي صفية الأندلسية؟

صفية كانت طبيبة مشهورة في الأندلس في القرن السادس الهجري تقريبًا، تخصّصت في طب النساء، وكانت تقصدها المريضات من مختلف الطبقات. اشتهرت بحرصها على خصوصية المرأة ورعايتها، في وقت كان يُستحى فيه من ذكر أمراض النساء علنًا.

إنسانة قبل أن تكون طبيبة

ما يميز صفية أنها لم تكن فقط عالمة في الطب، بل كانت أيضًا ذات قلب عطوف. كانت تستمع لمريضاتها بإنصات، وتواسيهن نفسيًا قبل أن تعالجهن جسديًا. هذه الروح الإنسانية جعلتها قريبة من قلوب الناس، وأكسبتها ثقة مجتمعها.

مكانة الطبيبات في الأندلس

وجود صفية لم يكن حدثًا فرديًا، بل كان انعكاسًا لحقيقة أن المرأة في الأندلس كان لها دور مهم في ميدان الطب. فقد عملت نساء أخريات طبيبات وقابلات وصيدلانيات، وكنّ يُدرّسن في بعض المستشفيات. إلا أن صفية برزت أكثر لأنها جمعت بين العلم الواسع والسمعة الطيبة.

أثرها وإرثها

  • ساهمت في ترسيخ مكانة طب النساء والولادة كفرع مهم من فروع الطب الإسلامي.

  • أثبتت أن المرأة تستطيع أن تكون طبيبة ناجحة تحظى باحترام المجتمع.

  • ألهمت نساءً كثيرات بعد ذلك للدخول في ساحة الطب والعلوم.

صفية… رمز العلم في الأندلس

صفية الأندلسية لم تكن أميرة ولا ملكة، لكنها كانت أميرة في مجالها، ملكة في عيون مريضاتها. كانت رمزًا لمرحلة ذهبية من الحضارة الإسلامية، حيث ازدهر فيها العقل، وصار العلم رسالة إنسانية قبل أن يكون مهنة.

الخاتمة

إن صفية الأندلسية هي صورة من صور الأندلس الزاهرة: حضارة مزجت بين الإيمان والعلم، وأعطت المرأة مساحة لتبدع وتترك بصمة. قصتها تقول لنا: العلم نور، والمرأة حين تمسك بهذا النور تستطيع أن تضيء دروب أمة بأكملها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *